آلام العظام بعد استئصال الرحم
استئصال الرحم ليس مجرد إجراءً طبيًا، بل قد يحمل تأثيرات عميقة تتجاوز الجانب الجسدي لتشمل أبعادًا نفسية وثقافية للعديد من النساء. بالنسبة للبعض، يرتبط الرحم بمعاني الأنوثة والأمل في الحمل، ورغم أن استئصاله يُعد خطوة منطقية وضرورية عند مواجهة أمراض خطيرة كسرطان الرحم، إلا أن العديد من العمليات تُجرى لحالات حميدة، كالأورام الليفية.
في القرن الحادي والعشرين، تتزايد الأسئلة حول ما إذا كان استئصال الرحم هو الحل الوحيد لمشاكل صحية معينة، وتبحث النساء عن حلول تعالج آلامهن وتجنبهن الآثار الجانبية المُحتملة، كآلام العظام بعد استئصال الرحم. من هنا تأتي أهمية توعية النساء بكافة المعلومات حول تلك الأعراض وكيفية التعامل معها. في هذا المقال يقدم الدكتور معتز المطيلي -استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحات أورام النساء- بعض الحقائق حول آلام العظام بعد استئصال الرحم ونصائح هامة عن كيفية التمتع بعظام صحية بعد العملية. تابعوا معنا للمزيد.
نبذة مختصرة عن عملية استئصال الرحم وأنواعها
لا يلجأ الأطباء إلى عملية استئصال الرحم، إلا بعد تجربة كل العلاجات المتاحة الأقل تدخلًا جراحيًا، لأنها لازالت تُعد من العمليات الجراحية الكبرى والتي تترك تأثيرًا طويل المدى لدى المرضى. تتمثل الحالات التي يلجأ فيها الأطباء إلى استئصال الرحم في:
-
أورام الرحم والبطن وقنوات فالوب.
-
بعض الأورام الحميدة التي من الممكن أن تصبح سرطانية فيما بعد.
-
آلام مزمنة بالحوض.
-
نزول كميات كبيرة من الدم كل شهر أثناء الدورة الشهرية.
أما عن أنواع عملية استئصال الرحم، فهي تختلف بناءً على حجم الورم ونوعه، وتشمل:
-
استئصال الرحم الكلي بما في ذلك الرحم وعنق الرحم.
-
استئصال الرحم الجزئي مع ترك عنق الرحم.
-
استئصال الرحم الجذري والذي يشمل إزالة الرحم والأنسجة المحيطة به، بما في ذلك قناتي فالوب وجزء من المهبل والمبيضين والغدد الليمفاوية والأنسجة الدهنية.
والآن وبعد أن تعرفنا على دواعي إجراء عملية استئصال الرحم وأنواعها، سنتعرف في الفقرات القادمة على أشهر المضاعفات والأعراض المرتبطة باستئصال الرحم وكيفية التعامل معها.
مضاعفات ما بعد استئصال الرحم
في البداية وقبل أن نتحدث عن آلام العظام بعد استئصال الرحم، دعنا أولًا نذكر أشهر المضاعفات التي تحدث بعد استئصال الرحم، والتي تشمل:
-
انقطاع الطمث المبكر (سن اليأس المبكر) وهذا يرتبط ببعض الحالات المرضية الأخرى مثل هشاشة العظام، وأمراض القلب والسكتات الدماغية، والخرف.
-
عدم القدرة على التحكم بالبول (سلس البول).
-
العجز الجنسي.
-
الإمساك المزمن نتيجة إصابة الأعصاب.
-
جفاف المهبل.
قد تُصاب بعض النساء أيضًا بالاكتئاب بعد استئصال الرحم، وغيرها من الأعراض المزمنة الأخرى والتي قد لا يفسر الأطباء معظمها تفسيرًا علميًا، ولذلك أُطلق على هذه الأعراض متلازمة ما بعد استئصال الرحم (Post Hysterectomy Syndrome).
أسباب آلام العظام بعد استئصال الرحم
دعنا نوضح في البداية أن هشاشة العظام التي تحدث بعد انقطاع الطمث نتيجة استئصال الرحم لا تسبب آلمًا في العظام، وإنما هي عبارة عن قلة كثافة العظام مما قد يزيد من فرصة حدوث كسور بالعظم خاصةً في العمود الفقري ومفصل الفخذ، وقد أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللاتي خضعن لعملية استئصال الرحم هن الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وكسور العظام، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية المبكرة (الهبوط المفاجئ في مستوى الاستروجين) التي قد تحدث نتيجة لانقطاع الطمث المبكر بعد العملية.
فقد تكون آلام العظام بعد استئصال الرحم نتيجة ضعف الكتلة العضلية وبالتالي التحميل الزائد على العظم والشعور بالألم، بالإضافة إلى عدم الانتظام على ممارسة الرياضة.
العوامل التي يتوقف عليها آلام العظام بعد استئصال الرحم
يختلف تأثر العظم بعد استئصال الرحم من سيدة لأخرى تبعًا لعوامل كثيرة، فليست كل النساء تختبر نفس التأثير ونفس الأعراض. تتمثل تلك العوامل في:
-
وجود المبايض من عدمه: استئصال المبايض يسبب هبوط مفاجئ في مستوى الاستروجين مما يؤثر على كثافة العظام ويزيد من فرصة تآكل العظام.
-
عمر السيدة عند استئصال الرحم: إذا استُئصل الرحم في سن مبكر، تكون المرأة عرضة لفترة أطول من انخفاض كثافة العظام.
-
التغيرات الهرمونية: التغير الذي يحدث في مستوى الهرمونات بعد استئصال الرحم يؤثر على العظام وكثافتها حتى إذا لم تُستئصل المبايض.
-
حالات مرضية سابقة: إذا كانت السيدة تعاني من هشاشة في العظام قبل العملية، قد يزيد هذا من تأثر صحة العظام وكثافتها بعد العملية وشعورها بآلام العظام بعد استئصال الرحم.
كثرة التبول بعد استئصال الرحم
تشكو بعض السيدات -بخلاف آلام العظام بعد استئصال الرحم- من كثرة التبول بعد استئصال الرحم، وهذا قد ينتج من تأثير الجراحة على الأعصاب أو العضلات المتحكمة في المثانة، بالإضافة إلى أن استئصال المبايض مع الرحم وما يرتبط به من انخفاض نسبة الاستروجين، قد يتسبب أيضًا في التهاب مجرى البول وضمور عضلات المهبل وظهور ما يُعرف بسلس البول.
كما أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل المثانة بعد استئصال الرحم مثل:
-
التقدم في العمر.
-
زيادة مؤشر كتلة الجسم.
-
وجود تاريخ بحمل سابق أو ولادات قيصرية.
-
تركيب قسطرة بولية بعد الجراحة.
لاتزال الأبحاث حول كثرة التبول بعد استئصال الرحم قائمة حتى الآن.
اعرف ايضا عن
اضرار استئصال الرحم
طريقة النوم الصحيحة بعد عملية استئصال الرحم
يسأل الكثيرين عن طريقة النوم بعد عملية استئصال الرحم، ولا توجد في الحقيقة إجابة نموذجية واحدة لكل الحالات، ولكن يمكننا القول بأن وضعية الاستلقاء (supine position) من الوضعيات المفضلة بعد استئصال الرحم فهي توفر راحة للمريضة وتساعد في تعافيها سريعًا.
كما قد ينصح الطبيب بالاستلقاء على الظهر مع مراعاة رفع الجزء العلوي من الجسم قليلًا، لتخفيف الضغط على مكان الجراحة.
للمزيد من التفاصيل حول إجراءات التعافي بعد عملية استئصال الرحم، لا تتردد في التواصل مع عيادات الدكتور معتز المطيلي -استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحات أورام النساء.
اعرف المزيد عن
استئصال الرحم بالمنظار
أسباب تساقط الشعر بعد استئصال الرحم
واحدة من ضمن الكثير من الشكاوي هي تساقط الشعر بعد استئصال الرحم، ولكن هناك العديد من العوامل التي تسبب تساقط الشعر بعد استئصال الرحم، نذكر منها:
-
الإجهاد الجسدي والنفسي الناتج عن الجراحة.
-
التغيرات الهرمونية الناتجة عن استئصال المبيض تؤدي إلى انخفاض مستويات الاستروجين والبروجستيرون، مما يساهم في تساقط الشعر.
-
زيادة حساسية الجسم لهرمون التستوستيرون الذي يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر.
-
بعض الأدوية مثل العلاج الكيميائي قد تتسبب في تساقط الشعر المؤقت بتأثيرها على دورة نمو الشعر.
نصائح بعد عملية استئصال الرحم للحفاظ على صحة العظام
نختم مقالنا عن "آلام العظام بعد استئصال الرحم" مع أهم النصائح بعد عملية استئصال الرحم للحفاظ على صحة العظام. تشمل تلك النصائح:
-
العلاج بالهرمونات البديلة للحفاظ على مستوى هرمون الاستروجين بالجسم.
-
قد يوصي الطبيب بفيتامينات بعد استئصال الرحم مثل فيتامين د والكالسيوم للحفاظ على صحة العظام.
-
ممارسة بعض التمارين الرياضية مثل المشي أو الجري أو تمارين المقاومة للوقاية من آلام العظام بعد استئصال الرحم.
-
الإقلاع عن التدخين وشرب الكحوليات.
-
الحرص على الخضوع لاختبارات قياس كثافة العظام بانتظام مثل DEXA Scan، وذلك لإمكانية التدخل الطبي بالعلاج في الوقت المناسب.
-
الاهتمام بتناول الأكلات الغنية بالفيتامينات والمعادن المختلفة مثل الكالسيوم، وفيتامين د، وفيتامين ك، والمغنيسيوم، والفوسفور.
في ختام مقالنا، نكون قد تعرفنا على حقيقة آلام العظام بعد استئصال الرحم والعوامل المؤثرة فيها، بالإضافة إلى بعض الأعراض أو المضاعفات التي قد تظهر مع مرور الوقت بعد العملية. إذا كنتِ قد خضعتِ لاستئصال الرحم أو أوصى الطبيب بإجرائها وتشعرين بالقلق من الأعراض التي قد تظهر بعد العملية والتي قد تؤثر على حياتك، يمكنكِ التواصل معنا وتحديد موعد مع الدكتور معتز المطيلي -استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحات أورام النساء-، الذي سيساعدكِ في الإجابة على كل مخاوفك ويقدم لكِ النصائح اللازمة للتغلب عليها والحفاظ على صحتك.
اقرأ عن
هل المشي مفيد بعد استئصال الرحم؟
المشي والرياضة عمومًا بعد استئصال الرحم من الأمور الهامة جدًا للحفاظ على صحة العظام من خلال تقوية العضلات حولها.
هل استئصال الرحم يسبب هشاشة العظام؟
نعم، فالتغيرات الهرمونية التي تحدث بعد العملية تؤثر على كثافة العظام مما يؤدي إلى الهشاشة.