مضاعفات استئصال الرحم
إن استئصال الرحم من أسوأ التجارب التي قد تمر بها أي امرأة، ولكن في بعض الحالات يكون أمرًا ضروريًا عندما يواجه الرحم مشاكل تؤثر بشكل كبير على حياتها. ورغم تقبل البعض لهذه العملية التي لا مفر منها، يبقى القلق الأكبر هو مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد التي قد تعيق حياة البعض.
ما هي مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد؟ وهل عملية استئصال الرحم خطيرة؟. هذا ما سنتعرف عليه من خلال المقال بالإضافة إلى أهم النصائح للتكيف مع تلك المضاعفات وسنتناول طريقة النوم بعد عملية استئصال الرحم، ولكن لا شيء يعادل الكشف والمتابعة مع المتخصصين في هذا المجال مثل الدكتور معتز المطيلي -استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحات أورام النساء- الذي بفضل خبرته الواسعة يصارح مرضاه بكل المضاعفات ويتابع معهم خطوة بخطوة لتقليلها إلى الحد الأدنى والتعامل معها بوعي.
استئصال الرحم: أهم المعلومات
قبل الحديث عن مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد، يجب أن نعرف أولًا أن استئصال الرحم هي عملية جراحية لإزالة الرحم، وتوجد عدة أنواع من الاستئصال الرحمي:
- استئصال الرحم الكلي (حيث يتم إزالة الرحم بالكامل بما في ذلك عنق الرحم).
- استئصال الرحم الجزئي (حيث يتم إزالة الرحم فقط).
- الاستئصال الجذري للرحم في حالات السرطان.
90% من حالات استئصال الرحم تكون لأسباب حميدة مثل الأورام الليفية، ويمكن إجراء الاستئصال الرحمي عبر طرق مختلفة، بما في ذلك المهبل، أو جراحة البطن أو المنظار.
يمكنك أيضا ان تقرأ عن :
مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد
بعد استئصال الرحم، تحدث بعض المضاعفات التي قد تكون على المدى القريب أو المدى البعيد. في الفقرات القادمة، سنتعرف على مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد وسنتناولها بالتفصيل.
اضطرابات قاع الحوض
يرتبط استئصال الرحم بما يُسمى باضطرابات قاع الحوض، والذي يشمل:
- هبوط أعضاء الحوض.
- بعض المشكلات الأخرى مثل اختلال وظيفة الأمعاء، والاضطرابات الجنسية.
- نقص دعم قمة المهبل مما يتسبب في هبوطه.
- إصابة الأعصاب المغذية لأعضاء الحوض مثل المثانة مما يؤدي إلى سلس البول (عدم القدرة على التحكم به).
- الإصابة بالعدوى وتكون ناسور بين أعضاء الحوض.
الجدير بالذكر أن استئصال الرحم عن طريق المهبل لا يزيد من خطر هبوط أعضاء الحوض بالمقارنة باستئصال الرحم عن طريق البطن.
سلس البول
سلس البول من أهم مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد، ويؤثر على الحياة عمومًا للسيدة جسديًا ونفسيًا بالأكثر، وذلك لما يرتبط به من مشاكل النظافة الشخصية. تشمل عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بسلس البول:
- الولادات المُسبقة.
- التقدم في العمر.
- الوزن الزائد أو السمنة المفرطة.
اضطرابات الأمعاء
اضطرابات الأمعاء من مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد الأكثر شيوعًا في السيدات وتشمل أعراضها:
- الإمساك.
- متلازمة القولون العصبي.
- صعوبة إفراغ الأمعاء بشكل كامل.
- عدم القدرة على التحكم في عضلات الشرج بنسبة أكبر لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
الناسور
يُعد ناسور الأعضاء التناسلية من مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد ولكن تصل نسبة حدوثه إلى 1%. يرجع ذلك إلى انخفاض نسبة هرمون الاستروجين بعد استئصال الرحم الأمر الذي يؤدي إلى تغيرات في أنسجة المهبل ويزيد من قابليتها للإصابة بالعدوى أو الالتهابات.
اضطرابات جنسية
على الرغم من أن الدراسات لم تؤكد تأثر الوظيفة الجنسية لدى المرأة بعد استئصال الرحم، إلا أنه يُقال أن استئصال الرحم مع عنق الرحم يؤثر على الإثارة الجنسية للمرأة. ولا توجد أدلة أيضًا تفيد بأن الحفاظ على عنق الرحم يحسن من الوظيفة الجنسية.
تلاحظ بعض السيدات انخفاض الرغبة الجنسية بعد استئصال الرحم، وقد يكون ذلك نتيجة:
- انخفاض الإحساس المهبلي.
- قصر المهبل.
- جفاف المهبل.
أمراض القلب والأوعية الدموية
تشير بعض الدراسات إلى أن استئصال الرحم قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفي دراسة أُجريت، وجد الباحثون أن النساء اللواتي خضعن لاستئصال الرحم قبل سن 50 يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في حياتهم فيما بعد.
يمثل انقطاع الطمث المبكر عامل خطر مُحتمل لأمراض القلب والأوعية الدموية والتي تشمل أمراض الشريان التاجي والسكتة الدماغية.
الأورام وعلاقتها باستئصال الرحم
قد يكون لاستئصال الرحم علاقة ضعيفة وغير مؤكدة ببعض أنواع الأورام مثل سرطان الغدة الدرقية وسرطان المثانة وسرطان الكلى. ومع ذلك، أشارت بعض الدراسات زيادة خطر الإصابة بسرطان الخلايا الكلوية بعد استئصال الرحم.
- سرطان الخلايا الكلوية: أظهرت دراسة أن النساء اللاتي خضعن لاستئصال الرحم، خاصة قبل سن الـ 44، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من سرطان الكلى.
- الأسباب المُحتملة: قد تساهم التغيرات الهرمونية والتمثيل الغذائي وتغيرات في نظام البول في زيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى بعد الجراحة.
ما زالت العلاقة بين استئصال الرحم وسرطان الكلى تحتاج إلى مزيد من البحث لتحديد الأسباب بشكل دقيق.
الأمراض التنكسية العصبية
تشير بعض الدراسات إلى أن استئصال الرحم والمبيض قد يؤثر سلبًا على الدماغ من خلال اضطرابات هرمونية، إذ يلعب نقص هرمون الإستروجين دورًا رئيسيًا في ذلك، بالإضافة إلى أن العلاج بالهرمونات البديلة بعد استئصال الرحم قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض عصبية تنكسية، مثل مرض باركنسون.
مازالت هذه العلاقة تخضع لمزيد من الأبحاث لتأكيدها.
الإكتئاب
معظم النساء اللاتي خضعن لاستئصال الرحم يعانين من الاكتئاب كأحد المضاعفات طويلة الأمد، نتيجة فقدانهن للرحم والقدرة على الإنجاب، خاصة إذا كان الإجراء في سن صغيرة أو قبل إنجاب الأطفال. هذا الاكتئاب ينشأ عادة من شعور بالخسارة أو تأثر الإحساس بالأنوثة المرتبط بالرحم.
أعراض انقطاع الطمث المبكر
إذا تمت إزالة المبيضين أثناء استئصال الرحم، ستدخلين في مرحلة انقطاع الطمث الجراحي (المبكر)، مما يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية وظهور أعراض مثل:
- الهبات الساخنة.
- التعرق الليلي.
- الأرق.
- جفاف المهبل.
- ترقق الجلد.
بسبب انقطاع إنتاج هرمون الإستروجين، تزداد مخاطر هشاشة العظام وكسور العظام.
الحياة بعد استئصال الرحم وكيفية التكيف مع المضاعفات
على الرغم من أن استئصال الرحم يوفر راحة وحلًا من الأعراض المزعجة مثل النزيف الشديد وآلام الحوض، ولكنه قد يتطلب اتباع خطوات للحفاظ على الصحة العامة، وخاصة صحة العظام. إليك أهم النصائح للحفاظ على العافية بعد الجراحة:
1. العلاج بالهرمونات البديلة
إذا تمت إزالة المبايض أثناء الجراحة، قد يُوصي الطبيب بالعلاج بالهرمونات البديلة لتعويض نقص هرمون الإستروجين والتخفيف من أعراض انقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة والجفاف المهبلي.
2. الحفاظ على صحة العظام
يجب الحرص على صحة العظام للوقاية من آلام العظام بعد استئصال الرحم من خلال:
- تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د بناءً على توصيات الطبيب.
- ممارسة الرياضة مثل المشي وتمارين المقاومة لتحفيز صحة العظام وتقويتها.
- الامتناع عن التدخين وشرب الكحوليات، إذ يؤثران سلبًا على كثافة العظام.
- تناول أغذية غنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان والخضراوات الورقية، بالإضافة إلى مصادر فيتامين د مثل الأسماك والبيض.
3. إجراء اختبارات كثافة العظام
الحرص على إجراء اختبارات مثل DEXA Scan بشكل دوري لاكتشاف أي مشاكل في العظام مبكرًا ومعالجتها بفعالية.
4. التعامل مع التغيرات الهرمونية والجنسية
- إذا كنت تعانين من جفاف مهبلي أو ضعف الرغبة الجنسية، يمكن استخدام كريمات الإستروجين الموضعية أو المرطبات المخصصة.
5. التعامل مع ضعف الحوض
- ممارسة تمارين مخصصة لتقوية عضلات الحوض والوقاية من مشاكل السلس البولي.
- مراجعة الطبيب في حال استمرار ضعف الحوض، إذ قد تكون الجراحة التصحيحية ضرورية.
6. الدعم النفسي والعاطفي
استئصال الرحم قد يكون تجربة عاطفية صعبة بسبب فقدان القدرة على الإنجاب أو تغييرات هرمونية. من المهم التواصل مع طبيبك أو معالج نفسي لمناقشة أي مشاعر حزن أو قلق قد تشعرين به.
7. التحكم في الأعراض الجانبية
- للحد من الهبات الساخنة، يمكن استشارة الطبيب حول أدوية غير هرمونية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية الأعصاب.
- علاج الأرق باتباع نمط نوم منتظم وممارسة رياضات الاسترخاء.
في ختام مقالنا عن مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد، نؤكد على أهمية المتابعة الدورية مع الأطباء المتخصصين لتقليل تلك المضاعفات أو إيجاد حلول للتعامل معها وفق حالتك الصحية. للحصول على المزيد من المعلومات والإجابة عن استفساراتك حول مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد، يمكنك التواصل مع عيادات الدكتور معتز المطيلي -استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحات أورام النساء- حيث ستجدين كل الدعم والإجابات التي تحتاجينها بخصوص العملية
كما يمكنك الاطلاع علي :
هل بطانة الرحم مرض خطير ؟